سه چیز، دوستی به بار می آورد : دینداری، فروتنی و بخشش. [امام صادق علیه السلام]

زگهواره تا گور دانش بجوی

 
 
تمییز(پنج شنبه 87 بهمن 17 ساعت 9:28 عصر )

 

التمییز

        التمییز: اسمٌ نکرةٌ فضلةٌ منصوب، یرفع إبهامَ ما تقدّمه مِن مفرد نحو: [عندی رِطلٌ - عسلاً]، أو جملة نحو: [حَسُنَ خالدٌ - خُلُقاً] (1).

     وهو نوعان:

     الأول: أن یتقدّم المضافُ إلیه على المضاف، فیصیر المضاف إلیه فاعلاً أو مفعولاً به، ویصیر المضافُ تمییزاً. وذلک نحو: ]واشتعل الرأسُ - شَیباً] (2) والأصل: [اشتعل شیبُ الرأس](3). و ]وفجّرنا الأرضَ - عیوناً] (4) والأصل: [فجّرنا عیونَ الأرض](5).

     والنوع الثانی: أن تحتاج الکلمة المفردة، أو الجملة، إلى تبیینٍ یُزیل ما فیهما من الإبهام، فیؤتى باسم هو التمییز، یرفع ذلک الإبهام ویُزیله، نحو:

     عندی مِتْرٌ - جوخاً:

     لو اجتزأنا بـ [عندی مترٌ]، لکان کلامنا من الوجهة الصناعیة تامّاً، إذ هو مؤلف من مبتدأ وخبر. ولکن الإبهام هاهنا یعتری قولنا، فلا یُدرَى: أمتر حریر هذا المتر، أم متر کتان، أم متر حدید تُقاس الأطوال به؟

     فإذا أُتِیَ بالتمییز، فقیل: [جوخاً]، زال الإبهام، واتضح القصد.

     لی قصبةٌ - أرضاً:

     ما قلناه فی المثال الأوّل، یقال هنا. فقولنا: [لی قصبةٌ]، کلام تامّ، إذ هو من الوجهة الصناعیة، مؤلف من مبتدأ وخبر. ولکن الإبهام یعتریه، فلا یُدرَى: أهذه القصبة قصبةٌ مما تُنبت الأرض، أم  قصبة مما یُکتَب به، أم قصبة تقاس بها الأراضی عند مسحها؟ فإذا أتینا بالتمییز، فقلنا: [أرضاً]، زال الإبهام، واتضح القصد.

     خالدٌ أکبر منک - سِنّاً:

     قولنا: [خالدٌ أکبر منک]، هو من الوجهة الصناعیة،کلام تامّ، مؤلّف من مبتدأ وخبر. ولکنّ الإبهام یعتریه، فلا یُدرَى أخالدٌ أکبر منک حجماً، أم عُمراً، أم قَدْراً ؟ فإذا أُتِیَ بالتمییز، فقیل: [سِنّاً]، زال الإبهام، واتّضح القصد.

     امتلأ قلبُ زهیر - سروراً:

     جملة: [امتلأ قلب زهیر]، تصدق على أشیاء کثیرة یمتلئ بها القلب، من فرح وسعادة وحُزن وغبطة إلخ... وذلک مدعاةُ إبهام، وللتبیین والإیضاح، أُتِیَ بکلمة [سروراً]، فأوضحتْ وفسّرتْ، وأزالت الإبهام، وبیّنتْ أنّ قلب زهیر إنما امتلأ بالسرور، لا بغیره مما یمتلئ به فی الحالات المختلفة.

     وقس على ذلک قولَک: [عندی ذراعٌ - حریراً]، و[لک قنطارٌ - عسلاً]، و[أعطِ الفقیر صاعاً - قمحاً]، و[ما فی السماء قَدْرُ راحةٍ - سحاباً]، و[عندی جَرَّةٌ - ماءً]، و[لنا مثل ما لکم - خیلاً، ولنا غیر ذلک - غنماً]، و[عندی خاتمٌ - ذهباً]، و[کفى بالشیب - واعظاً]، و[عَظُمَ علیٌّ - مقاماً]، و[ارتفع سعیدٌ - رتبةً]، و[ملأتُ بیتی - کتباً]، و[سموتَ - أدباً]، و[ما أکرمکَ - رجُلاً]، و[أَکرِمْ بسلیم - خطیباً] إلخ...

 

     تنبیهات:

     1- قد یتقدّم التمییز على فعله، نحو: [نفساً یطیب خالدٌ]، إلاّ أن یکون فعلاً جامداً نحو: [ما أحسنه فارساً]، فیمتنع ذلک.

     2- لا یتقدّم تمییز المفرد على الممیَّز، قولاً واحداً. فلا یقال مثلاً: [نجح طالباً عشرون].

     3- التمییز اسمٌ جامد، ولکن قد یکون مشتقاً نحو: [لله درّه فارساً].

     فوائدُ تجلوها مقابلةُ الحالِ بالتمییز:

 

الحال

التمییز

الأصل فی الحال أنها مشتقّة

الأصل فی التمییز أنه جامد

الحال على معنى [فی]      

التمییز على معنى [مِن]

قد تحذَف الحال فیفسد المعنى

یُحذَف التمییز فلا یفسد المعنى

الحال تفسِّر هیئة صاحبها

التمییز یفسِّر ما انبهم من مفرد أو جملة

الحال تکون اسماً وجملة وشبه جملة

التمییز لا یکون إلاّ اسماً

 

*        *        *

 

نماذج فصیحة من استعمال التمییز

   ·   ]رأیتُ أحدَ عشَرَ کوکباً[ (یوسف 12/4)

     [أحدَ عشرَ کوکباً]: تجری کتب الصناعة على أنْ تُعرِب الاسم المنصوب [أی: المعدود]، بعد العدد تمییزاً، من الأحد عشر إلى التسعة والتسعین. وترى نموذج ذلک فی کلمة [کوکباً] مِن الآیة، فإنها المعدود بعد العدد: [أحد عشر] فتُعرَب تمییزاً منصوباً(6).

     ومثل ذلک، قوله تعالى: ]إنّ هذا أخی له تسعٌ وتسعون نعجةً[ (ص 38/23)، فالتمییز هنا هو: [نعجةً]. وقوله أیضاً ]فانفجرت منه اثنتا عشْرةَ عیناً[ (البقرة 2/60)، فالتمییز هنا هو: [عیناً].

   ·   قال الشاعر:

     إذا المرء عیناً قرَّ بالعیش مُثرِیاً        ولم یُعْنَ بالإحسان، کان مذمَّما